تؤدي أساليب تربية الاطفال الخاطئة إلى بناء شخصية غير سوية و إلى حدوث خلل في شخصية الطفل، وهذا يعود إلى جهل من جهة الوالدين، أو إتباع معتقدات عتيقة أثبتت الدراسات والعلم عدم صلاحياتها منذ قديم الأزل
التسلط وفرض السيطرة
يتحكم أحد الوالدين أو كلاهما في سلوكيات الطفل، والوقوف أمام رغباته التلقائية.
يمنع الأب أو الأم الطفل من القيام بسلوك معين، أو أن يحقق رغبة معينة، حتى إذا كانت رغبة عادية أو مشروعة.
يقوم الوالدين أو أحدهما بإلزام الطفل على القيام بمهام، وواجبات قد تفوق قدراته وإمكانياته.
يضع الوالدين قائمة الممنوعات، وتكون على الأغلب أكبر بكثير من قائمة المسموحات، وذلك لفرض سيطرتهم على الطفل.
يستخدم الأبوان أحيانًا بعض الأساليب الخاطئة لتحقيق مرادهم، مثل استخدام العنف، او الضرب، او الحرمان.
الخلل الذي يحدث نتيجة أسلوب التسلط وفرض السيطرة
ينشأ الطفل نتيجة اتباع هذا الأسلوب ولديه ميل شديد لإتباع الآخرين، والخضوع.
يصبح الطفل غير قادر على الإبداع أو الابتكار، ولا يمتلك القدرة على إبداء الرأي والمناقشة.
يساعد أسلوب السيطرة والتسلط على تكوين شخصية قلقة خائفة دائما من السلطة.
تتسم شخصية الطفل الذي يشعر بالقهر والسيطرة بالخجل والحساسية الزائدة.
يفقد الطفل الثقة بالنفس، ولا يستطيع اتخاذ القرارات.
يصبح الطفل عدواني يخرب ويكسر اشياء الآخرين، بسبب عدم إشباع حاجته للحرية والاستمتاع بدون ضغط او سيطرة ووالديه.
إهمال الأطفال وعدم الاهتمام بهم
يترك الوالدين الطفل دون محاسبته على قيامه بسلوك غير مرغوب، أو حتى تشجيعه على سلوك مرغوب فيه.
ينتهج الوالدين او احدهما هذا الأسلوب، بسبب الانشغال الدائم عن الأبناء، وإهمالهم المستمر لهم.
لا يهتم الآباء بمشاعر الأبناء، وقد يكتفي كل منهم بالإنفاق المادي فقط، دون الرعاية والتوجيه.
تكون خطورة الأسلوب الإهمال المتبع على الطفل في سنين حياته الأولى أكثر ضررا.
الخلل الذي يحدث نتيجة أسلوب الإهمال
إشهار
يفسر الأبناء ذلك على أنه نوع من النبذ، والكراهية، والإهمال، حتى ينعكس ذلك بآثار سلبية على نموهم النفسي.
ينتمي الطفل إلى مجموعة من الأصدقاء بغض النظر عن إذا كانوا رفقاء صالحين أم أصدقاء سوء، ليجد فقط مكانته أو الاهتمام الذي حرم منه.
إهمال الطفل في سنين حياته الأولى، يؤدي إلى وعدم إشباع حاجاته الفسيولوجية، والنفسية، لحاجة الطفل للآخرين، وعجزه عن القيام باشباع تلك الحاجات، وقد يؤدي الإهمال إلى اصابته بمرض او ضرر خطير.
السخرية والاستهزاء بالطفل
من أخطر الأساليب الخاطئة في التربية، هو أسلوب السخرية والتحقير للطفل.
يتمثل أسلوب الاستهزاء، يقدم الطفل للأم عملا أنجزه وسعد به، تسخر الأم من عمله، أو تنهره، بل وأحيانًا تطلب منه عدم إزعاجها بمثل تلك الأمور التافهة.
لا يكافأ الطفل ماديا ولا معنويا عندما يتفوق بدرجات مرتفعة في احد المواد الدراسية، ومع ذلك إذا حصل على درجة منخفضة، يتلقى الطفل على التوبيخ والسخرية في تلك الحالة.
الخلل الذي يحدث نتيجة السخرية والاستهزاء
يحرم الطفل من حاجته الى الإحساس بالنجاح والتحفيز.
يفقد الطفل الثقة في نفسه، والشعور بأهميته ومكانته في الأسرة.
يشعر الطفل مع تكرار ذلك بالعدوانية وفقدان حبه لوالديه.
ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الطفل، مثل العدوان، والعنف، او الاعتداء على الآخرين، أو العناد، أو السرقة، أو إصابة الطفل بالتبلد الانفعالي، وعدم الاكتراث بالأوامر والنواهي التي يصدرها الوالدين.
التذبذب في معاملة الاطفال
يستخدم الوالدين احيانًا أسلوب غير مستقر في الثواب والعقاب، حيث يثاب على سلوك معين مره، وبعدها يعاقب على نفس السلوك مرة أخرى.
عندما يتصرف الطفل تصرف خاطئ في المنزل، قد يبدو على الوالدين السعادة أو اللامبالاة، بينما إذا تصرف الطفل نفس التصرف أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني.
يتناقض تعامل الآباء والأمهات مرة يثيبنا على هذا السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك.
يختلف أحيانًا تعامل الأب عن الأم، أو العكس، أحدهم يعاقبه والآخر يكافئه والعكس.
يشعر الطفل بالحيرة من أمره، فهو لا يعرف هل هو على صواب، أم على خطأ.
الخلل الذي يحدث نتيجة التذبذب في المعاملة
يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين.
يؤثر الأسلوب المتذبذب على الطفل مستقبلًا، بحيث تكون معاملة زوجته وأولاده متقلبة متذبذبة، فنجده يعاملها برفق وحنان تارة، وتارة يكون قاسي وعنيف بدون أي مبرر.
يتأثر هذا الطفل في تربية أولاده مستقبلًا، حيث يفضل احد أبناءه على الآخر فيميل مع البنات او الأولاد، وذلك حسب النوع الذي أعطاه الحنان والحب في الطفولة.
يصبح أحيانًا في عمله ومع رئيسة حسن الخلق، بينما يكون على من يرأسهم شديد وقاسي، وكل ذلك بسبب ذلك التذبذب، الذي يؤدي به إلى شخصية مزدوجة في التعامل مع الآخرين.
تعليقات
إرسال تعليق